أسرار المزيج التسويقي لنجاح مشروعك بالسعودية

يعد المزيج التسويقي أحد أبرز استراتيجيات التسويق الفعالية وأكثرها تكاملاً نظراً لتركيزه على كافة العناصر التي تضمن استمرارية نجاح العلامة التجارية وثقة الجمهور في المنتج أو الخدمة التي تقدمها نتيجة التطوير المستمر ومواكبة تطلعات العملاء وتلبية احتياجاتهم.

ما هو المزيج التسويقي؟

يمكن تعريف المزيج التسويقي Marketing Mix بأنه مجموعة من الاستراتيجيات والخطط التي يتم مزجها وتطويرها بشكل متكامل ومتسق من خلال مجموعة من العناصر لتحقيق الأهداف التسويقية للشركات وأصحاب الأعمال للترويج لخدماتهم أو منتجاتهم ومخاطبة الجمهور بشكل فعال. وقد بدأ استخدام مفهوم المزيج التسويقي عام 1948 على يد أستاذ التسويق في جامعة هارفارد، جيمس كوليتون، حيث كان يضم المفهوم الكلاسيكي أربعة عناصر تسويقية أو ما يسمى بـ 4Ps، ثم تطور المفهوم على يد جيروم مكارثي وتوسعت عناصر المزيج التسويقي إلى سبعة عناصر تسمى 7Ps.

أهمية المزيج التسويقي في نجاح الأعمال

توفر استراتيجيات المزيج التسويقي العديد من الفوائد في في تعزيز مكانة الشركات والعلامات التجارية والترويج لمنتجاتها وخدماتها، ومن أبرز هذه الفوائد:

• تلبية متطلبات العملاء: يمكن من خلال استراتيجية المزيج التسويقي فهم احتياجات ومتطلبات العملاء وتلبيتها مما يساهم في تحسين تجربتهم في استخدام الخدمة أو المنتج.

• تحسين التواصل مع العملاء: يساهم في تطوير أدوات التفاعل والتواصل مع العملاء عبر القنوات الملائمة، مما يعزز رضاهم عن الخدمة أو المنتج، ويساهم في بناء الثقة.

• التميز بين المنافسين: يمكن من خلال المزيج التسويقي التفوق على المنافسين من خلال تقديم مميزات تجذب العملاء مثل تعزيز تجربة العميل وتقديم أسعار تنافسية.

• دقة الاستهداف التسويقي: يمكن من خلال دراسة السوق وطبيعة الجمهور فهم وتقسيم شرائح العملاء مما يعزز الاستهداف في الحملات التسويقية.

• اتخاذ قرارات مدروسة: يساهم التحديد المسبق للأهداف والجمهور في اتخاذ قرارات تسويقية قائمة على بيانات فعلية واستراتيجيات مدروسة.

• خفض التكاليف وزيادة الأرباح: يساهم المزيج التسويقي في تعزيز كفاءة العمليات وهو ما يلعب دور كبير في خفض التكاليف وزيادة العوائد الاستثمارية وتعزيز الأرباح.

• تقييم المخاطر: يمكن من خلال استراتيجيات التسويق الفعالة معرفة نقاط القوة والضعف وتوقع المخاطر المحتملة ووضع آليات لمواجهتها.

• مواكبة تغيرات السوق: يوفر المزيج التسويقي المرونة والقدرة على مواكبة التغيرات المتسارعة والتوجهات الجديدة في الأسواق مما يساهم في تلبية احتياجات العملاء.

قد يهمك: أفضل شركة تسويق إلكتروني في الرياض

العناصر الأربعة للمزيج التسويقي (4Ps)

عند السؤال عن ما هي عناصر المزيج التسويقي، يجب الإشارة إلى أنه عند بداية ظهور وتطور مفهوم المزيج التسويقي كان يتكون من أربعة عناصر رئيسية أو ما يطلق عليه 4Ps وهي:

• المنتج Product

يعد المنتج أو الخدمة التي تقدمها العلامة التجارية أكثر ما يهم العميل، لذلك يضع المزيج التسويقي تطوير المنتج على قمة أولويات العناصر، وذلك من خلال العمل على تحسين الجودة والتعبئة والتغليف والتصميم وتوفير خيارات ومميزات للعميل، ويطلق على هذا الأسلوب التسويق الذي يقوده المنتج.

• السعر Price

يركز العنصر الثاني في المزيج التسويقي على استراتيجيات التسعير بما يشمل العروض والخصومات والتكاليف والأرباح المتوقعة وغيرها من العوامل التي يمكن على أساسها تحديد سعر المنتج بما يضمن الحفاظ على الجودة والقدرة على المنافسة ومواكبة توقعات الجمهور المستهدف..

• المكان Place

يركز هذا العنصر على أماكن وطريقة عرض وبيع المنتجات، فإذا كانت ستباع عبر الإنترنت يجب استخدام القنوات الأكثر شعبية واستخداماً لدى الجمهور المستهدف، وإذا كانت ستباع في متاجر فعلية فيجب الأخذ في الاعتبار المواقع والتوزيع الجغرافي للجمهور والقرب من شبكات النقل والخدمات اللوجيستية اللازمة.  

• الترويج (Promotion)

يعد هذا العنصر الأكثر اتصالاً مع الجمهور، حيث يشمل الأنشطة التي تستهدف التعريف بالعلامة التجارية والترويج لخدماتها أو منتجاتها وإقناع الجمهور بشرائها، ويشمل ذلك الأنشطة التسويقية التقليدية مثل الإعلانات التلفزيونية وشاشات العرض واللوحات الإعلانية في الأماكن العامة، والتسويق الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد والمواقع والتطبيقات الإلكترونية. قد يهمك: خدمات التسويق الإلكتروني

العناصر الـ7 للمزيج التسويقي

مع تطور مفهوم المزيج التسويقي لمواكبة الاتجاهات والاستراتيجيات المختلفة تم توسيعه ليصبح أشمل ويتكون من سبعة عناصر 7Ps من خلال إضافة ثلاثة عناصر إلى الأربعة الأصلية، وتتمثل هذه العناصر الجديدة في:

• الأشخاص People

يركز هذا العنصر على الأشخاص المشاركين في تقديم المنتج أو الخدمة والتواصل المباشر مع الجمهور في جميع الإدارات مثل المبيعات وخدمة العملاء، وذلك بهدف تحسين تجربة العميل من خلال اختيار وتوظيف الأشخاص الأكفاء لكل منصب و تدريبهم وتطوير مهاراتهم في البيع والتواصل وحل المشكلات.

• العمليات Processes

يهتم هذا العنصر بالإجراءات والأنظمة الذكية المختلفة المستخدمة في تقديم المنتج أو الخدمة بكفاءة للعملاء مثل أدوات الدفع وأنظمة الحجوزات، ومن خلال تحديد أولويات العملاء والصعوبات التي تواجههم يمكن تسهيل الإجراءات وتوفير الآليات التي تجعل تجربتهم أكثر سلاسة وسهولة.

• الدليل المادي Physical Evidence

يتضمن هذا العنصر العوامل والأشياء الملموسة التي يمكن تطويرها لتعزيز صورة العلامة التجارية وتحسين تجربة العملاء مما يشجعهم على شراء المنتجات أو الحصول على الخدمات، ومن أبرز هذه الأشياء هي التصميم والتغليف الذي كلما كان أكثر جودة وعملية كلما أضاف لقيمة المنتج وعزز جاذبيته لدى العملاء.

أمثلة على المزيج التسويقي من شركات عالمية

تستعين معظم العلامات التجارية والشركات العالمية الكبرى باستراتيجية المزيج التسويقي للحفاظ على النجاح المستدام واستمرارية مكانتها لدى العملاء، وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى شركة Apple عند ذكر مثال على المزيج التسويقي، ويمكن توضيح توظيف الشركة للعناصر السبعة كالتالي:

1. المنتج: تركز على تقديم منتجات عالية الجودة والكفاءة بتصاميم أنيقة ومواصفات متطورة مستمرة في التحديث 
2. السعر: تعتمد استراتيجية القيمة مقابل السعر  من خلال تقديم أسعار مرتفعة لتعزز من صورتها كعلامة فاخرة.
3. المكان: تعتمد على مزيج ذكي من البيع عبر الإنترنت ومن خلال متاجرها الفاخرة في مواقع استراتيجية.
4. الترويج: تعطي أهمية للإعلانات الرقمية والتلفزيونية، بالإضافة لعروض الإطلاق التي تثير ضجة إعلامية كبيرة.
5. الأشخاص: يتلقى موظفو المتاجر تدريبات مستمرة لتقديم تجربة استثنائية للعميل.
6. العمليات: تركز على السلاسة العالية في تجربة التسوق سواء داخل المتجر أو عبر الموقع الإلكتروني .
7. الدليل المادي: تتميز المتاجر بتصاميم أنيقة وراقية تعكس الجودة العالية وفخامة العلامة التجارية.

قد يهمك: أفكار مبتكرة لحملات تسويقية سعودية تجذب الجمهور

كيفية بناء استراتيجية مزيج تسويقي فعالة

يمكن بناء استراتيجية مزيج تسويقي فعالة تحقق النتائج المرجوة من خلال اتباع الخطوات التالية:

• التحليل الشامل للسوق

يبدأ التطبيق الناجح للمزيج التسويقي بفهم تفصيلي للسوق والجمهور، ويتطلب ذلك دراسة فئات العملاء وسلوكهم وتفضيلاتهم ونقاط الألم التي يعانون منها، كما يشمل التحليل تقييم استراتيجيات المنافسين لتحديد الفرص المتاحة.

• التطوير المستمر للمنتج

يجب أن تواكب تحسينات المنتج أو الخدمة احتياجات العملاء، ويتم ذلك من خلال مراجعة التصميم والمميزات والتعبئة والتغليف بناءً على ملاحظات المستخدمين وتحليلات بيانات السوق لضمان تقديم منتج يلبي تطلعات العملاء.

• اختبار السعر وتجربة الاستجابة

يمكن اعتماد نظام تجريبي للأسعار من خلال العروض الموسمية أو الخصومات والمقارنة بين ردود فعل العملاء والأسعار المنافسة، مما يساهم في صياغة سياسة تسعير متوازنة توفر هامش ربح وتحقق جاذبية للعميل .

• قنوات توزيع قوية وشفافة

عدم الاكتفاء بمنصة واحدة للبيع واستخدام مزيج بين المتاجر الفعلية والرقمية، والتأكد من توفر المنتج في المكان والوقت والموقع الذي يفضله الجمهور.

• توظيف الأشخاص الأكفاء 

يجب التركيز على اختيار وتدريب كوادر تتمتع بخبرة ومهارة في التواصل وحل المشكلات، حيث أن العنصر البشري هو نقطة القوة التي تبرز صورة العلامة التجارية وتعززها في السوق.

• استخدام الحلول الرقمية

يجب تطوير واجهات إلكترونية لتسهيل الإجراءات على العميل بداية من البحث والدفع وتوصيل المنتج إلى الدعم الفني، كما يجب العمل على حل المشكلات والصعوبات التي تؤثر على تجربة المستخدم.

أخطاء شائعة يجب تجنبها في المزيج التسويقي

هناك مجموعة من الأخطاء التي تؤثر في استراتيجيات المزيج التسويقي وتقلل من فاعليتها في تحقيق النتائج المرجوة، ومن أبرز الأخطاء الشائعة:

• التسعير الغير منطقي

قد يؤدي وضع أسعار غير مدروسة سواء كانت مرتفعة أو منخفضة إلى عزوف العملاء عن الشراء خاصة إذا لم يشعروا بأن السعر يعكس القيمة الحقيقية للمنتج.

• تجاهل آراء العملاء

يقلل تجاهل ملاحظات العملاء من فرص تحسين وتطوير المنتج أو الخدمة، وينعكس ذلك على ثقة وولاء الجمهور بشكل سلبي نتيجة عدم تلبية تطلعاتهم واحتياجاتهم.

• تجاهل خطوة تحليل السوق

يبدأ وضع الاستراتيجيات التسويقية الفعالة من تحديد السوق والمنافسين والجمهور المستهدف، حيث أن الاعتماد على توقعات شخصية أو فرضيات غير دقيقة يؤدي إلى حملات تسويقية ضعيفة وغير فعالة.

• عدم التطوير ومواكبة التغيرات

يؤدي عدم تجربة أفكار جديدة أو تطوير عناصر المزيج التسويقي مع مرور الوقت إلى الجمود، بينما يمكن أن يحدث التعديل الذكي مثل تحسين السعر أو استخدام أساليب ترويجية جديدة إلى مواكبة توجهات وتغيرات السوق.